وهو مرتفع بمحذوف يتقدمه، أي: فالواجب إذا راجعها بعد الطلقتين إمساك بمعروف، أو فعليه إمساك بمعروف (٣).
ومعنى (بمعروف) أي: ما يعرف من إقامة الحق (٤) في إمساك المرأة (٥).
وقوله تعالى:{أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} معنى التسريح في اللغة: الإِرسَال، وتَسْريحُ الشَّعْر، تخليصُك بعضَه من بعض، وسَرَحَ الماشيةَ سَرْحًا: إذا أرسلها ترعى، وناقة سُرُحٌ: سهلة السير لانطلاقها فيه (٦). واختلفوا في معنى قوله:{أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} فقال عطاء والسُدّي (٧) والضحاك (٨): هو ترك المعتدة حتى تبين بانقضاء العدة، يريد: إن كان من شأنه (٩) رجعتها وإمساكها، وإلّا فلا يرتجعها ويسرحها بإحسان كي يسلم من الإثم.
(١) في (ي) (الماسكة). (٢) ينظر في مسك: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٩٧، "المفردات" ص ٤٧١، "اللسان" ٤٢٠٢ - ٤٢٠٥. (٣) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٠٧، و"المحرر الوجيز" ٢/ ٢٧٧. (٤) في (ي) (الحد). (٥) ينظر: "المحرر الوجيز" ٢/ ٢٧٧. (٦) ينظر في سرح: "تهذيب اللغة" ١٦٦٥ - ١٦٦٨. وذكر الراغب أن التسريح في الطلاق مستعار من تسريح الإبل، كالطلاق في كونه مستعارًا من إطلاق الإبل. (٧) رواه عنه الطبري ٢/ ٤٦٠ بمعناه، وذكره في "الدر المنثور" ١/ ٤٩٥ - ٤٩٦. (٨) رواه عنه الطبري ٢/ ٤٦٠. (٩) في (ي) و (ش) (شأنها).