فقال: يا غلام! قَلَّلْتَ جِفَانك، يريد: أنه جَمَعَ بالألف والتاء، ولم يَقُلْ الجِفَان. قال الزجاج: وهذا الخبر عندي مصنوع؛ لأن الألف والتاء قد تأتي للكَثْرة قال الله عز وجل:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}[الأحزاب: ٣٥]. وقال:{فِي جَنَّاتٍ}[يونس: ٩]. وقال:{الْغُرُفَاتِ}[سبأ: ٣٧]، فقد يرد هذا الجمع في الكثير، ولكنه أدلُّ على القليل، من حيث كانَ أقرب إلى الواحد؛ لأنه على التثنية، تقول: حمام وحمامان وحمامات، فتؤدي بناءَ الواحد (٣).
والمراد بالذكر في هذه الأيام: التكبير أدبار الصلوات وعند الجمرات، يكبر مع كل حصاة (٤).
وأكثر العلماء على ما ذكرنا وهو أن الأيام المعدودات: أيام
(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٧٥، قال القرطبي في "تفسيره" ٣/ ١: قال الكوفيون: الألف والتاء في (معدودات)؛ لأقل العدد، وقال البصريون: هما للقليل والكثير. (٢) البيت في "ديوانه" ص ٢٢١. "المقتضب" ٢: ١٨٨ "الكتاب" لسيبويه ٣/ ٥٧٨ "الخصائص" ٢/ ٢٠٦، "المحتسب" ١/ ١٨٧، والغُر: البيض، جمع غرّاء، يريد بياض الشحم، يقول: جفاننا معدة للضيفان ومساكين الحي بالغداة وأسيافنا تقطر بالدم، لنجدتنا وكثرة حروبنا. (٣) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٧٥ - ٢٧٦، وقد استشهد سيبويه في "الكتاب" ٣/ ٥٧٨ ببيت حسان على الجمع الكثير. (٤) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٣٠٢، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٦١٤، "زاد المسير" ١/ ٢١٧.