عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} [آل عمران: ١٥٤]، كل هذا من القضاء.
ويكون (كتب) بمعنى (١): جعل، كقوله:{أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}[المجادلة: ٢٢]، وقوله:{فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[المائدة: ٨٣] وقوله: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}[الأعراف: ١٥٦](٢).
وقوله تعالى:{القِصَاصُ} معنى القصاص في اللغة: المماثلة والمساواة، وأصله من قولهم: قصصت أثره، إذا تتبعته (٣)، ومنه قوله تعالى:{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ}[القصص: ١١]، فكأن المفعول به يتبع ما عُمِلَ به فَيَعْمَلُ مثله (٤). والقِصَاص مصدرة لأنه فعال من المفاعلة.
قال الفراء في كتاب المصادر: قاصَصْته قَصَصا، وأَقْصَصْتُه: إذا أقدته من أخيه إِقْصَاصًا، ويقال: قَصَصْتُ أثره قَصصًا وقَصًّا، وقَصصْتُ عليه الحديثَ قَصَصًا، قال الله تعالى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف: ٣].
وقال في قَصِّ الأثر:{فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}[الكهف: ٦٤] والقَصُّ جائز في هذين. هذا كلامه. وأراد بالقصاص هاهنا: المماثلة في النفوس والجروح.
(١) في (أ): (يعنى). (٢) ينظر في معنى (كتب): "تفسير الطبري" ٢/ ١٠٢، ١٠٣، "المحرر الوجيز" ٢/ ٨٣، "المفردات" ص ٤٢٥ - ٤٢٧، "البحر المحيط" ٢/ ٧ - ٨، قال الراغب: ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم، بالكتابة، ووجه ذلك: أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى، ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى. (٣) في (م): (تبعته). (٤) "تفسيرالثعلبي" ٢/ ١٧٦.