وأمَّا معنى الحنيف: فقال ابنُ دُريد: الحنيف: العادل عن دين إلى دين، وبه سمي الإسلام: الحنيفية؛ لأنها مالت عن اليهودية والنصرانية (٢). قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: من أين عُرِفَ في الجاهلية الحنيف؟ قال: لأن من عدل عن دين اليهود والنصارى فهو حنيف عندهم، وكان كل من حجَّ البيت سُمِّيَ حنيفًا، وكانوا في الجاهلية إذا أرادوا الحجَّ قالوا: هلموا نتَحَنَّفْ (٣)(٤). فالحنيف: المسلم؛ لأنه مال عن دين اليهود والنصارى إلى دين الإسلام، ومنه قيل للميل في القَدَم: حَنَفٌ.
قال ذو الرمَة:
إذا حَوَّل الظلُّ العشِيَّ رأيتَه ... حنيفًا وفي قَرنِ (٥) الضحَى يَتَنَصَّر (٦)(٧)
وقال الأخفش: الحنيف: المسلم، وكان في الجاهلية يقال لمن اختتن وحج البيت: حنيف؛ لأن العرب لم تتمسك في الجاهلية بشيء من
(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢١٤، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢١٨، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٢١٤، "البيان" لابن الأنباري ١/ ١٢٥، "التبيان" ١/ ٩٥، ٩٦. (٢) ذكره في "الوسيط" ١/ ٢١٨. (٣) في (م): (نحنف). (٤) ذكره في "الوسيط" ١/ ٢١٨. (٥) في (م): (قرب). (٦) البيت في "ديوانه" ص ٦٣٢، "لسان العرب" ٢/ ١٠٦٠، "المعجم المفصل" ٣/ ٢٦٥. (٧) في (م): (تنتصر).