وأما تعديه إلى مفعولين، فإن الثاني منهما هو الأول في المعنى، كقوله:{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}(٣) وقال: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}[الممتحنة: ١]، {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا}[المؤمنون: ١١٠]. ونظير (اتخذت) في تعديه إلى مفعول واحد مرة، وإلى مفعولين:(الجعل)(٤) قال الله تعالى: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام: ١] أي: خلقهما (٥)، فإذا تعدى إلى مفعولين كان الثاني الأول في المعنى، قال:{وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}
(١) نقله من "الحجة" لأبي علي ٢/ ٦٨. وانظر: "البحر" ١/ ٢٠٠، "الدر المصون" ١/ ٣٥٤. (٢) وفي "الحجة" ذكر قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً} [مريم:٨١] [يس: ٧٤]. (٣) المجادلة: ١٦، المنافقون: ٢. (٤) في (ب): (أنجعل) وفي "الحجة": (جعلت) ٢/ ٦٩. (٥) في (ب): (خلقها). والمؤلف يشير بقوله (خلقها) إلى أن (جعل) التي تتعدى إلى مفعول واحد هي التي بمعنى: خلق، أو أوجب، أو وجب، وهي تتعدى إلى مفعول واحد بنفسها. وإلى الثاني بحرف الجر. وأما التي تتعدى إلى مفعولين فهي التي بمعنى: (اعتقد) و (صير). انظر: "الأشموني مع حاشية الصبان" ٢/ ٢٣.