وقال الأخفش (٣): الكناية راجعة إلى كل واحد منهما، أراد وإن كل خصلة منها لكبيرة، كقوله:{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً}[المؤمنون: ٥٠]، أراد كل واحد منهما قال الشاعر (٤):
والْمُسْيُ والصُّبْحُ (٥) لاَ فَلَاحَ مَعَهْ (٦)
وقيل: رد الهاء إلى الصلاة، لأن الصبر داخل في الصلاة، كقوله:{وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}[التوبة: ٦٢]، لأن رضى الرسول داخل في رضى الله تعالى (٧). وقال حسان:
إِنَ شَرْخَ الشَّبَابِ والشَّعْرِ الأَسْـ ... ـوَدِ ما لم يُعَاصَ كَانَ جُنُونَا (٨)
(١) في الآية رد الكناية إلى الفضة، لأنها أعم وأغلب. "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٩ أ. (٢) كلام المؤرج أورده الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٦٩/ أ. المؤرج هو أبو فَيْد مؤرِّج بن عمرو بن الحارث بن ثور السدوسي النحوي البصري، أخذ عن الخليل، توفي سنة خمس وتسعين ومائة، انظر ترجمته في: "طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي ص ٧٥، "تاريخ بغداد" ١٣/ ٢٥٨، "وفيات الأعيان" ٥/ ٣٠٤، "إنباه الرواة" ٣/ ٣٢٧. (٣) "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٥٢، "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٩ أ. (٤) هو الأضبط بن قريع السعدي. (٥) في (ج): (الصباح). (٦) سبق البيت وتخريجه في تفسير قوله تعالى: {هُمُ المُفْلِحُونَ} [البقرة:٥] ص ٨٤، والشاهد قوله: (معه) والمراد: "معهما". (٧) فلم يقل (يرضوهما) الثعلبي ١/ ٦٩ أ. (٨) قوله: شرخ الشباب: أوله، ما لم يعاص: أي ما لم يُعْصْ. ورد البيت في "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٩ ب، "تهذيب اللغة" (شرح) ٢/ ١٨٥١، "تأويل المشكل" ص ٢٨٨، "مجاز القرآن" ١/ ٢٥٨، "اللسان" (شرخ) ٤/ ٢٢٢٩،=