اعلم أنّ القسم الأول من الأقسام الخمسة: الهمزة، والألف، والخاء، والزاي، والطاء، والظاء، والصاد، والضاد، والميم، والعين، والغين، والفاء، والسين، والهاء، والواو، والياء، لا تدغم هذه الحروف في غيرهنّ، غير أن الميم المتحركة تخفى وتسكن عند الباء نحو: ﴿بأعلم بالشّاكرين﴾ [الأنعام: ٥٣].
وقد ذكر في بعض هذه الحروف الإدغام، ونحن نذكر من رواه فتعرفه بتوفيق الله ﷿، فمن ذلك ما روى شجاع من إدغام الضّاد في الشين (١) في موضع واحد ﴿لبعض شأنهم﴾ [النور: ٦٢]، وتدغم فيها الثاء، والتاء، والدال، نحو:
﴿حديث ضيف﴾ [الذاريات: ٢٤] و ﴿والعاديات ضبحا﴾ [العاديات: ١] و ﴿مّن بعد ضرّاء﴾ [يونس: ٢١] و ﴿من بعد ضعف﴾ [الروم: ٥٤] وأدغم شجاع السين في الشين وحكاه عبيد الله عن صاحبيه نحو: ﴿الرّأس (٢)﴾ شيبا [مريم: ٤].
وأدغم فيها الدال، نحو: ﴿شهد شاهد﴾ [يوسف: ٢٦] و ﴿بأربعة شهداء﴾ [النور: ١٣] وكان يدغم السين في الزاي، نحو قوله: ﴿النّفوس زوّجت﴾ [التكوير: ٧]، وأدغم أيضا فيها الدال والتاء نحو: ﴿يكاد زيتها﴾ [النور: ٣٥] و ﴿فالزّاجرات زجرا﴾ [الصافات: ٢].
(١) وقد نص الشاطبي على إدغامها قولا واحدا فقال: «وضاد لبعض شأنهم مدغما تلا» (١٤٢). ينظر «إرشاد المريد» (ص ٣٨)، و «سراج القارئ» (ص ٤١). (٢) وقال جماعة بالإظهار وهو من طريق المطوعي عن ابن جرير عنه وعول الداني على الإدغام وقال: هو الذي ينبغي الأخذ به من طرقنا - «إرشاد المريد» (ص ٣٩). وقال الشاطبي: «له الرأس شيبا باختلاف توصلا» (١٤٣).