اعلم أسعدك الله أنّ الكسائي له مذهب في إمالة (١) ما قبل هاء التأنيث المنقلبة في الوصل تاء على حروف المعجم، وكان يميلها في خمسة عشر حرفا لا خلاف عنه في ذلك، يجمعهن قولك:(فجثت زينب لذود شمس)، أمثلة ذلك:
وأمّا الراء فكان يعتبرها أن تكون قبلها كسرة أو ساكن قبله كسرة، فإنه يميل ذلك نحو: ﴿الآخرة﴾ [البقرة: ١٠٢] و ﴿سدرة﴾ [النجم: ١٤]، واستثنى ﴿فطرة﴾ (٢)[الروم: ٣٠] فلم يملها، وإن كان غير هذا فتح نحو:
﴿غبرة﴾ [عبس: ٤٠] و ﴿عشرة﴾ [البقرة: ٦٠] و ﴿قرّة﴾ [الفرقان: ٧٤].
وأمّا الكاف فكان يعتبرها أن تكون قبلها كسرة أو ياء ساكنة فيميلها نحو:
﴿الملائكة﴾ [الزمر: ٧٥] و ﴿الأيكة﴾ [ق: ١٤].
(١) قال الداني: الإمالة لغة أهل الكوفة. يقولون: أخذت أخذة - وضربت ضربة وهي باقية فيهم إلى الآن «إبراز المعاني» (ص ٢٤٢). (٢) ومن الحرز اختلف فيها. قال صاحب «إبراز المعاني»: والكل جائز الترك والإمالة. «إبراز المعاني» (ص ٢٤٥).