فى فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كلّ من يحفى وينتعل
أراد: أنه هالك.
/وممّا حذفوا تضعيفه وألغوه «لكنّ» جعلوها بعد التخفيف عاطفة، إذا لم تكن معها الواو، وذلك نحو: ما قام أخوك لكن أبوك، فإن استدركت بها مجرّدة من العطف، قلت: ولكن، وقد خفّف الشاعر «كأنّ» وأعملها فى الاسم الظاهر، فى قوله:
وصدر مشرق النّحر ... كأن ثدييه حقّان (١)
وأنشد بعضهم (٢): «ثدياه» رفعا على الابتداء، «وحقّان» الخبر، والجملة من المبتدأ والخبر خبرها، واسمها محذوف، فالتقدير: كأنه ثدياه حقّان.
وأمّا قول الآخر:
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (٣)
فقد روى «ظبية وظبية وظبية» فمن نصب أعملها فى الظاهر مخفّفة، والجملة التى هى «تعطو» صفة لظبية، والخبر محذوف، والتقدير: كأن ظبية عاطية إلى وارق السّلم هذه المرأة، ومن قال:«ظبية» فرفع، أضمر اسمها، وظبية (٤) خبرها،
(١) فرغت منه فى المجلس الحادى والثلاثين. (٢) هو سيبويه، فى الكتاب ٢/ ١٣٥، وغريب من ابن الشجرى ألاّ يصرّح به، وغريب منه أيضا ألاّ يكون قد عرفه. وانظر الخزانة ١٠/ ٣٩٨. (٣) صدره: ويوما توافينا بوجه مقسّم وهو لعلباء بن أرقم اليشكرى من قصيدة فى الأصمعيات ص ١٥٧، ونسب إلى ابن صريم اليشكرى -واسمه باغت أو باعث، ونسب إلى غيرهما. راجع الكتاب ٢/ ١٣٤،٣/ ١٦٥، والكامل ص ١١١، والأصول ١/ ٢٤٥، والبصريات ص ٦٥٣، والمنصف ٣/ ١٢٨،٢٦٥، والتبصرة ص ٢٠٨، والإنصاف ص ٢٠٢، وشرح المفصل ٨/ ٨٣، والمقرب ١/ ١١١،٢/ ٢٠٣، والمغنى ص ٣٣، وشرح أبياته ١/ ١٥٨،٥/ ١٩٧، والخزانة ١٠/ ٤١١ - ٤١٣، وانظر فهارسها، وفى حواشيها فضل تخريج. (٤) فى الأصل: فظبية.