المعنى أنه لما أراد انهمال عينيه بالدمع، فوافق انهمالهما إرادته، عبّر عن ذلك بالقول تشبيها، فكأنه قال لهما: انهملا فقالتا سمعا وطاعة، وكذلك القول/ فى الآية، وهو أن الله جلّ جلاله، عمد إلى السماء وهى دخان، وإلى الأرض وهى زبد، فأراد أن يكوّنهما على غير الوصفين اللذين كانتا عليهما، فتكوّنتا بإرادته، على الوصفين اللذين هما الآن عليهما، فعبّر عن إرادته بأنه قال لهما: ائتيا طوعا أو كرها، وعبّر عن انقيادهما لمشيئته، بأنهما قالتا: أتينا طائعين.
(١) الكامل ص ٦١٥، وتفسير الطبرى ٢/ ٥٤٦، والخصائص ١/ ٢٣، واللامات للزجاجى ص ١٥٢، ومجالس ثعلب ص ١٥٨، والإنصاف ص ١٣٠، وشرح المفصل ٢/ ١٣١،٣/ ١٢٥، وشرح الشواهد الكبرى ١/ ٣٦١، وشرح الأشمونى ١/ ١٢٥، واللسان (قطط-قول) والشطران أعادهما ابن الشجرى فى المجلس التاسع والخمسين. وقول الراجز «ملأت» ضبطت فى بعض الكتب بفتح التاء. وجاء بهامش الكامل عن نسخة مخطوطة منه: «ملأت بضمّ التاء لا غير». وهذه النسخة المخطوطة المرموز لها بالرمز (ى) نسخة قديمة ودقيقة، كتبت سنة (٥٣٧)، انظر وصفها فى مقدمة تحقيق الكامل ص ٢٢. (٢) الخصائص ١/ ٢٢، واللسان (قول).