وذبيانيّة أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف والقروف (٢)
أى عليكم بالقراطف، وهى القطف (٣)، وبالقروف فاغنموهما (٤)، والقروف: أوعية من أدم يتّخذ فيها الخلع، وهو لحم يقطّع صغارا، ويحمل فى السّفر، وقيل: هو القديد المشوىّ، ومثله قول عنترة، وقال أبو عبيدة والأصمعى: هو لخزز بن لوذان:
كذب العتيق وماء شنّ بارد ... إن كنت سائلتى غبوقا فاذهبى (٥)
وقبل هذا البيت:
لا تذكرى فرسى وما أطعمته ... فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
إنّ الغبوق له وأنت مسوءة ... فتأوّهى ما شئت ثمّ تحوّبى
قال ابن السّكّيت: كان لعنترة امرأة بخيلة (٦)، لا تزال تلومه فى فرس كان يؤثره بالغبوق، وهو شرب العشىّ، فتهدّدها بالضّرب الأليم، فى قوله:
فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
= النحاة ص ٥٢٥، والخزانة ٥/ ١٥،٦/ ١٨٤، وقد حكى الزمخشرىّ كلاما جيّدا فى المسألة عن أبى علىّ الفارسىّ. وانظر المصنّف لعبد الرزّاق ٥/ ١٧٢،١٧٣. (١) ساقط من هـ. (٢) غريب الحديث ٣/ ٢٤٩، وإصلاح المنطق ص ٦٦، والسمط ص ٤٨٤، والخزانة ٥/ ١٥، ٦/ ١٨٨، وغير ذلك كثير. (٣) جمع القطيفة المخملة. (٤) فى هـ: فاغنموها. (٥) ديوان عنترة ٢٧٢ - ٢٧٤، وتخريجه فى ص ٣٤٩، ورواه سيبويه فى الكتاب ٤/ ٢١٣ بقافية ساكنة «فاذهب» قال: «يريد: فاذهبى» ونسبه للخزز بن لوذان، وحكى البغدادىّ فى الخزانة ٦/ ١٩٠، عن الصاغانى أن البيت موجود فى ديوان عنترة، والخزز. وانظر الصاهل والشاحج ص ١٥٧، وحماسة ابن الشجرى ص ٢٨، وحواشيه، وثمار القلوب ص ٢٦٥، فى شرح «ابن نعامة»، وسرح العيون ص ٤٤٥، واللسان (كذب-عتق). (٦) هكذا فى الأصل، ومثله فى ديوان عنترة. وكانت هكذا فى هـ ثم أقحم الناسخ «من» إقحاما ظاهرا، وجعل «بخيلة» بجيلة. وكذلك جاء فى بعض الكتب.