الضّحل، والضّحل: الماء القليل، وذلك النهاية فى صلابتها، وإيّاها عنى المتنبّى بقوله:
أنا صخرة الوادى إذا ما زوحمت (١)
وإذا كانت جوانب الحافر صلابا، على الوصف الذى ذكرناه، وكانت سودا أو خضرا، فمقاديمها أصلب وأشدّ سوادا أو خضرة.
وقوله:«خضبن» عند أبى علىّ: فى موضع نصب، بأنه حال من الحوامى، والعامل فيه ما فى «كأنّ» من معنى الفعل، كقول النابغة الآخر، فى وصف قرن الثّور، ونفوذه فى صفحة الكلب:
كأنّه خارجا من جنب صفحته ... سفّود شرب نسوه عند مفتأد (٢)
والشّرب: جمع شارب، والمفتأد: المطبخ والمشتوى.
ولم يجعل «خضبن» خبر كأنّ، لأنه جعل خبرها قوله:«حجارة غيل» ولم يجز أن يكونا خبرين لكأنّ، على حدّ قولهم: هذا حلو حامض (٣)، أى قد جمع الطّعمين، قال: لأنك لا تجد فيما أخبروا/عنه بخبرين أن يكون أحدهما مفردا والآخر جملة، لا تقول: زيد خرج عاقل.
والقول عندى أن يكون موضع «خضبن» رفعا بأنه خبر كأنّ، وقوله:
(١) تمامه: وإذا نطقت فإننى الجوزاء ديوانه ١/ ١٥، والخزانة ٣/ ١٦٣. (٢) ديوان النابغة الذبيانى ص ١١، وكتاب الشعر صفحات ٦٢،٢١٩،٢٤٨، وحواشيه، والجمل المنسوب للخليل ص ٧٥، وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الحادى والسبعين. (٣) الكتاب ٢/ ٨٣، وكتاب الشعر ص ٢٣٩،٢٤٣.