أتيت مأتى كليب فى عشيرته ... لو كان فى الحىّ خرق (٣) مثل جسّاس
وقول معبد بن سعنة الضّبّىّ:
أظنّ ضرار أنّنى سأطيعه ... وأنّى سأعطيه الذى كنت أمنع
إذا اغرورقت عيناه واحمرّ وجهه ... وقد كاد غيظا جلده يتمزّع
كفعل كليب ظنّ بالجهل أنه ... يحوّز أكلاء المياه ويمنع (٤)
يتمزّع: يتقطّع، والمزعة: القطعة من اللّحم، وقد تكسر (٥) ميمها.
وسعنة: منقول من قولهم: ما له (٦) سعنة ولا معنة: أى ما له شيء كثير ولا قليل، وممن قال فى ذلك النابغة الجعدىّ، واسمه قيس بن عبد الله بن عدس
(١) من قصيدة فى الموضع الثانى المذكور من معجم البلدان. وعمرو بن الأهتم هذا هو الذى قال له النبىّ صلّى الله عليه وسلم، حين أعجبه حسن بيانه: «إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا» راجع الاستيعاب ص ١١٦٤، ولباب الآداب ص ٣٣٣،٣٥٤. (٢) هو بشير-بالتصغير-بن أبىّ العبسىّ. على ما ذكر أبو زيد فى النوادر ص ١٥١، وأنشد بعده بيتا، وأنشدهما الجاحظ فى الحيوان ١/ ٣٢٣، ونسبهما لرجل من بنى كلاب من الخوارج، قالهما لمعاوية رضى الله عنه، وكذلك صنع ابن عبد البرّ فى بهجة المجالس ٢/ ١٨٤. وبشير هذا ذكره الآمدى هكذا: بشير بن أبى جذيمة العبسىّ. المؤتلف والمختلف ص ٧٩. (٣) الخرق، بكسر الخاء: الكريم المتخرّق فى الكرم. (٤) البيت مع آخر فى مجمع الأمثال ٢/ ٤٢. (٥) وأصلها الضمّ. (٦) فى هـ: «ما لهم سعنة ولا معنة، أى ما لهم شيء. . .» وما فى الأصل مثله فى إصلاح المنطق ص ٣٨٤ (باب ما يتكلم فيه بالجحد). والأمثال لأبى عبيد ص ٣٨٨.