أراد: وهى لما بها من الجهد، فحذف المبتدأ من جملة الحال، فالتقدير:
ويوجد (٢) وهو مقسم وجودا أكذب وجوده (٣)، فالوصف بالكذب يتناول وجوده لفظا وهو فى المعنى موجّه إليه، إذا المعنى: يوجد مقسما أكذب منه إذا وجد غير مقسم، وإنما أضاف الكذب إلى وجوده وكونه، كما أضافوا الخطابة إلى كون الأمير فى قولهم: «أخطب ما يكون الأمير قائما (٤)» فالتقدير عند النحويين: أخطب أوقات كون الأمير إذا كان قائما، وهذا اتّساع جرى فى كلام العرب، كما قالوا:«نام ليلك» والمعنى: نمت ليلك كلّه، قال الشاعر (٥):
لقد لمتنا يا أمّ غيلان فى السّرى ... ونمت وماليل المطىّ بنائم
وقال آخر (٦):
/فنام ليلى وتجلّى همّى
ومثله فى الاتّساع وصف النهار بمبصر فى قوله تعالى:{اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً}(٧) وإنما النهار مبصر فيه، ومن هذا الضّرب قوله
(١) ديوانه ص ٢٥٧، وشرح ديوان المتنبى، الموضع السابق. (٢) فى هـ: فيوجد، وفى شرح الديوان: يوجد. (٣) فى شرح الديوان: أكذب وجوده غير مقسم. (٤) يأتى الكلام عليه مبسوطا فى المجلسين: الحادى عشر، والسابع والثلاثين. (٥) جرير. ديوانه ص ٩٩٣، والكتاب ١/ ١٦٠، والكامل ص ١٧٦،٢٨٥،١٣٥٦، والجمل المنسوب للخليل ص ٤٤، والإنصاف ص ٢٤٣، وتفسير القرطبى ٨/ ٣٦٠،٢٠/ ٤٢، والخزانة ١/ ٤٦٥، وأنشده ابن الشجرى أيضا فى المجلس السابع والثلاثين. (٦) رؤبة. ديوانه ص ١٤٢، ومجاز القرآن ١/ ٢٧٩، والكامل، والمقتضب ٣/ ١٠٥،٤/ ٣٣١، والمحتسب ٢/ ١٨٤، وتفسير القرطبى ١٤/ ٣٠٣، ومعجم الشواهد ص ٥٣٨. (٧) سورة غافر ٦١.