وأسرى فى ظلام الليل وحدى ... كأنّى منه فى قمر منير
فقل فى حاجة لم أقض منها ... على تعبى (٢) بها شروى نقير
الشّروى: المثل. يقال: هذا شروى هذا، أى مثله.
والنّقير ممّا ضربوا به المثل فى الحقارة، كالفتيل والقطمير، فالنّقير: النّقرة، أى النّكتة التى فى ظهر النّواة. والفتيل: الذى فى شقّ النّواة. والقطمير: القشرة الرّقيقة التى عليها. وروى عن ابن عباس رضى الله عنه أنه وضع طرف إبهامه على باطن سبّابته ثم نقدها (٣) وقال: هذا النّقير (٤). وقال: الفتيل: ما يخرج من بين الإصبعين إذا فتلتهما.
ونفس لا تجيب إلى خسيس ... وعين لا تدار على نظير
وكفّ لا تنازع من أتانى ... ينازعنى سوى كرمى (٥) وخيرى
الخير: الكرم، وعطفه عليه لاختلاف لفظيهما، كما قال الحطيئة:
وهند أتى من دونها النّأى والبعد (٦)
(١) ديوانه ٢/ ١٤٢ - ١٤٤. (٢) فى الديوان: شغفى. (٣) يقال: نقد الشىء ينقده نقدا: إذا نقره بإصبعه كما تنقر الجوزة. (٤) تفسير الطبرى ٨/ ٤٧٥ - الآية ٥٣ من سورة النساء-والدرّ المنثور ٢/ ١٧٣، والنهاية ٥/ ١٠٤. (٥) فى الديوان «شرفى» لكنّ كلام ابن الشجرىّ على البيت يصحّح رواية «كرمى». (٦) فرغت منه فى المجلس التاسع والأربعين.