أراد نحن الألى عرفتهم، فحذف الصّلة، وهو من الضّرورات البعيدة.
ومنهم من يقول فى الرفع: هم اللاّءون فعلوا كذا، واللاّءين، فى الجرّ والنصب، قال الهذلىّ:
هم اللاّءون فكّوا الغلّ عنّى ... بمرو الشاهجان وهم جناحى (٢)
ومنهم من يقول: اللاءو، بحذف النون، قال الكسائىّ: سمعت هذيل تقول: هم اللاءو فعلوا كذا وكذا.
ومنهم من يقول: هم اللائى فعلوا، بالياء فى الأحوال الثلاث، قال الفرّاء:
وهذه اللغة سواء فى الرجال والنساء، ومنهم من يحذف الياء فى الرجال والنساء، فيقول: هم اللاء فعلوا، وهنّ اللاء فعلن، قال: وأنشدنى رجل من بنى سليم:
فما آباؤنا بأمنّ منه ... علينا اللاّء قد مهدوا الحجورا (٣)
(١) فرغت منه فى المجلس الخامس. (٢) إعراب ثلاثين سورة ص ٣٠، والأزهية ص ٣١٠، وشرح الجمل ١/ ١٧٣، والمغنى ص ٤١٠، وشرح أبياته ٦/ ٢٥٥، والهمع ١/ ٨٣. ولم ينسب فى أىّ من هذه الكتب. وقال البغدادى فى شرح الأبيات: ولقد راجعت أشعار الهذليين الذى جمعه السكّرىّ، فلم أجد فيه هذا البيت، فضلا عن تتمّته واسم قائله. والله أعلم. (٣) الأزهية ص ٣١١ - وفيه: لرجل من بنى تميم-وشرح الكافية الشافية ص ٢٥٩، وشرح ابن عقيل ١/ ١٤٥، وأوضح المسالك ١/ ١٤٦، وشرح الشواهد الكبرى ١/ ٤٢٩، والهمع ١/ ٨٣، ومعجم الشواهد ص ١٤٤. قال العينىّ: والحجور: جمع حجر الإنسان وحجره، بفتح الحاء وكسرها. والمعنى: ليس آباؤنا الذين أصلحوا شأننا ومهدوا أمرنا وجعلوا حجورهم لنا كالمهد، بأكثر امتنانا علينا من هذا الممدوح.