ومن نصب فقال:{مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} فيحتمل ثلاثة أوجه، أحدها:
أنه لمّا أضاف {مِثْلَ ما} إلى مبنيّ، وهو قوله:{أَنَّكُمْ} بناه كما بنى {يَوْمِئِذٍ} فى قوله: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} و {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ}.
وكما بنى النابغة الجعديّ «الحين» فى قوله:
على حين عاتبت المشيب على الصّبا
وكما بنى الآخر «غير» فى قوله:
لم يمنع الشّرب منها غير أن هتفت
فغير فى موضع رفع بأنه فاعل يمنع.
وإنّما بنيت هذه الأسماء المبهمة، نحو: مثل وحين وغير ويوم، إذا أضيفت إلى المبنيّ، لأنها تكتسى منه البناء؛ لأنّ المضاف يكتسى من المضاف إليه ما فيه من التعريف والتنكير، والجزاء والاستفهام، تقول: هذا غلام زيد، فيتعرّف الاسم بالإضافة إلى المعرفة، وتقول: غلام من تضرب؟ فيكون استفهاما، وكما تقول:
صاحب من تضرب أضرب، فيكون جزاء، فمن بنى هذه المبهمة إذا أضافها إلى مبنىّ جعل البناء أحد ما يكتسيه من المضاف إليه، ولا (٤) يجوز على هذا: جاءنى
(١) سورة نوح ٢٥، وقد علّقت على هذه القراءة فى المجلس الرابع والأربعين. (٢) سورة آل عمران ١٥٩. (٣) سورة المؤمنون ٤٠. (٤) فى الأصل: فلا.