لحافى لحاف الضّيف والبيت بيته ... ولم يلهنى عنه غزال مقنّع
أحادثه إنّ الحديث من القرى ... وتعلم نفسى أنه سوف يهجع
وضربت العرب بباقل المثل فى العيّ والفهاهة، فقالوا:«أعيا من باقل» كما ضربوا بسحبان وائل المثل فى البلاغة والخطابة، فقالوا: أبلغ من سحبان وائل (٣)» ووائل: بطن من باهلة، وباقل: أحد بنى قيس بن ثعلبة، وقيل: هو من بنى مازن، وممّا يؤثر عنه أنه شرى ظبية بأحد عشر درهما، فقيل له: بكم شريت الظبية؟ ففتح كفّيه وفرق أصابعه، وأخرج لسانه، يريد أحد عشر، فأفلتت الظبية فعيّروه بذلك، فقال:
يلومون فى حمقه باقلا ... كأنّ الحماقة لم تخلق (٤)
فلا تكثروا العذل فى عيّه ... فللعيّ أجمل بالأحمق
(١) قيّده البغدادىّ تقييدا غريبا، فقال: «وقوله وربّ ضيف، هو بفتح الراء وضمّ الباء عطف على نعم» الخزانة ٤/ ٢٥٤، وقال شيخنا عبد السلام هارون، رحمه الله: أى على فاعل نعم، والوجه أن يكون «ربّ ضيف». قلت: وهو الذى فى الديوان ومراجعه كلها، ويؤكده تفسير المرزوقى، قال: «فيقول: ربّ ضيف أتى الحىّ راجيا وجود القرى عنده أنزلته فصادف فى فنائك زادا عتيدا، وحديثا مؤنسا. . .» شرح الحماسة ص ١٧٥١. (٢) وينسب أيضا لمسكين الدارمى، ولعروة بن الورد، ولطفيل الغنوى، ولغيرهم. راجع ديوان مسكين ص ٥١،٧٦، وديوان طفيل ص ١٠٣، والبيان والتبيين ١/ ١٠، وشرح الحماسة ص ١٧١٩، وبهجة المجالس ١/ ٢٩٦، والخزانة ٤/ ٢٥١. (٣) الدرّة الفاخرة ص ٩٠،٣١١، وسيعيد ابن الشجرى الكلام على «باقل» فى المجلس الثانى والثمانين. (٤) المحاسن والمساوئ للبيهقى ٢/ ٤٣٢، وبهجة المجالس ١/ ٥٥١، وشرح المقامات ٢/ ٢٢٢.