وعامر الضّحيان: هو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النّمر بن قاسط، وكان سيّد النّمر، قال أبو عبيدة: كان بيت الضّحيان أشرف بيت، وفيه يقول الفرزدق (١):
إن الفوارس من ربيعة كلّها ... يرضون أن بلغوا مدى الضّحيان
كان الحكومة والرّئاسة فيهم ... دون القبائل من بنى عدنان
قال ابن قتيبة (٢): سمّى الضّحيان؛ لأنه كان يجلس لقومه فى الضّحى، يحكم بينهم. وروى أن النّمر اجتمعت فى بعض السنين إلى الضّحيان لمجاعة نزلت بهم، فأضافهم وأكرمهم، ثم قال: كيلوا لهم كيلا، فقيل له: إن الكيل يبطئ بهم لكثرتهم، فقال: هيلوا عليهم هيلا، وكان يطعم ربيعة بن نزار كلّها ما هبّت الشّمال.
زفر الزّمان عليهم فتفرّقوا ... وجلوا عن الأوطار والأوطان
يقال: جلا القوم عن منازلهم: إذا بعدوا عنها، وواحد الأوطار: وطر، وهو الحاجة.
...
(١) لم أجدهما فى ديوانه المطبوع. ثم وجدت البيت الأول فقط لجرير، من قصيدة يجيب بها الفرزدق، ويهجو محمد بن عمير بن عطارد، والأخطل. نقائض الفرزدق وجرير ص ٩٠١ - وعنها الديوان ص ١٠١٤ - ونقائض جرير والأخطل ص ٢٠٦. (٢) المعارف ص ٩٥، والمحبّر ص ١٣٥، والاشتقاق ص ٣٣٤.