٢ - أن الضمة استُثْقِلَتِ على الواو في (تلوُون) لأن الضمة كأنها واو، فكأنه اجتمعَ ثلاثةُ واوات، فنُقلت الضمة إلى اللام فالتقى ساكنان: الواو التي هي عين الكلمة والواو التي هي ضمير، فحُذفت الأولى لالتقاء الساكنين، فجاءت (تَلُون)، وهذا قول أبي حيان (١)، والسمين الحلبي (٢).
٣ - أن الواو المضمومة قُلبت همزة (تَلْؤُون)، ثم حذفت، وألقيت حركتها -الضمة- على ما قبلها -اللام- فجاءت (تَلُون)، وهذا قول الجمهور في توجيه القراءة (٣).
٤ - أن يكونَ (تَلُون) مضارَع ولِيَ كذا؛ من الوِلاية، وإنما عُدِّي بـ (على) لأنه ضُمِّن معنى العطف.
ذكر هذا القول الراغب الأصفهاني (٤)، وجعله أبو حيان (٥) والسمين (٦) وجهاً محتملاً.
ثانياً: نقد الأقوال:
انتُقد القول الأول -وهو قول ابن عطية- بأن القراءة إذا كانت متركبة على لغة مَن همز الواو ثم نقل حركتها إلى اللام، فإن الهمزة إذ ذاك تُحذف ولا يلتقي واوان ساكنان (٧).
(١) ينظر: تفسير أبي حيان (٣: ٣٨٦). (٢) ينظر: الدر المصون (٣: ٤٤١). (٣) ينظر: إعراب القرآن للنحاس (١: ١٦٧، ١٨٤)، تفسير الزمخشري (١: ٣٧٧، ٤٢٧)، التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء (١: ٢٧٤، ٣٠١)، تفسير البيضاوي (٢: ٢٤)، تفسير أبي السعود (٢: ١٠٠)، تفسير الآلوسي (٢: ٣٠٤). (٤) ينظر: تفسير الراغب الأصفهاني (٣: ٩٢٢). (٥) ينظر: تفسير أبي حيان (٣: ٣٨٦). (٦) ينظر: الدر المصون (٣: ٤٤١). (٧) ينظر: تفسير أبي حيان (٣: ٣٨٦)، الدر المصون (٣: ٤٤١).