اختلف العلماء في توجيه (يُرَؤُّون) ومقارنتها بالقراءة المتواترة {يُرَاءُونَ}، ولهم في ذلك قولان رئيسان:
القول الأول: أنها تعدية (رأَّى) بالتضعيف، وهي أقوى في المعنى مِن القراءة المتواترة {يُرَاءُونَ}؛ لأن معناها: يحملون على الرياء (١)، أو يحملون الناس على أن يروهم، ويتظاهرون لهم بالصلاة وهم يبطنون النفاق، وهو قول ابن جني (٢) وابن عطية (٣).
قال ابن جني:"معناه: يُبصِّرون الناس، ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، وهي أقوى معنى من {يُرَاءُونَ} بالمد على يفاعِلون؛ لأن معنى يراؤونهم يتعرضون لأن يروهم، و (يُرَءُّونهم) يحملونهم على أن يروهم"(٤).
القول الثاني: أن (يُرَؤُّون) قريبة من معنى القراءة المتواترة {يُرَاءُونَ} وليست أقوى منها، وأن {يُرَاءُونَ} مفاعلة بمعنى التفعيل، كما يُقال: راءى؛ بمعنى: رأّى، ونعَّمه وناعمه، وأن القراءة المتواترة {يُرَاءُونَ} أقوى وأولى.