وقال ابن عطية:" {كَاظِمِينَ} حالٌ ممَّا أُبْدِلَ منه {إِذِ الْقُلُوبُ} أو ممَّا تُضاف القلوبُ إليه؛ إذ المرادُ: إذ قلوبُ الناس لدى حناجرِهم، وهذا كقولِه:{تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}[إبراهيم: ٤٢] أراد: تشخص فيه أبصارهم". اهـ (١)
قلتُ: ظاهرُ قولِه أنه حالٌ ممَّا أُبدِل منه، وقوله:"إذ القلوبُ" مُشْكِلٌ؛ لأنه أُبدِل مِن قوله:{يَوْمَ الْآزِفَةِ} وهذا لا يَصِحُّ البتةَ، وإنما يريد بذلك على الوجه الثاني: وهو أن يكونَ بدلاً مِنْ (هم) في {أَنْذِرْهُمْ} بدلَ اشتمالٍ، وحينئذ يَصِحُّ". اهـ (٢)
[دراسة الاستدراك]
اتفق العلماء على أنَّ قوله:{كَاظِمِينَ} حال، واختلفوا في صاحبها، ولهم في ذلك خمسة أقوال:
١ - أنَّ قوله:{كَاظِمِينَ} حال من أصحاب القلوب على المعنى؛ إذ الأصل: إذ قلوبهم لدى حناجرهم، أي: إذ قلوبهم لدى حناجرهم في حال كونهم كاظمين.
قاله: الفراء (٣)، والزجاج (٤)، والزمخشري (٥)، وغيرهم (٦).
(١) المحرر الوجيز (٤: ٥٥٢). (٢) الدر المصون (٩: ٤٦٧). (٣) ينظر: معاني القرآن (٣: ٦). (٤) ينظر: معاني القرآن وإعرابه (٤: ٣٦٩). (٥) ينظر: تفسير الزمخشري (٤: ١٥٧). (٦) ينظر: زاد المسير، لابن الجوزي (٤: ٣٣)، تفسير الفخر الرازي (٢٧: ٥٠٣)، تفسير البيضاوي (٥: ٥٤)، تفسير أبي السعود (٧: ٢٧٢)، روح البيان، لإسماعيل حقي (٨: ١٧٠)، تفسير الآلوسي (١٢: ٣١٢)، أضواء البيان، للشنقيطي (٦: ٣٨٢).