[٣]: قال ابنُ عطية في تفسيره لقوله - تعالى-: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}[الإسراء: ٥٨]: "أخبر الله - تعالى- في هذه الآية أنه ليس مدينة من المدن إلا هي هالكة قبل يوم القيامة بالموت والفناء، هذا مع السلامة وأخذها جزءا أو هي معذبة مأخوذة مرة واحدة، فهذا عموم في كل مدينة.
وقال السمين الحلبي:"قوله - تعالى-: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ}: (إن) نافيةٌ، و (مِنْ) مزيدةٌ في المبتدأ لاستغراقِ الجنس.
وقال ابنُ عطية: "هي لبيانِ الجنس" اهـ، وفيه نظرٌ مِنْ وجهين، أحدهما: قال الشيخ: " لأنَّ التي للبيان لا بُدَّ أَنْ يتقدَّمَها مبهمٌ ما تُفَسّره، كقوله:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ}[فاطر: ٢]، وهنا لم يتقدَّم شيءٌ مبهمٌ "، ثم قال: "ولعلَّ قولَه: "لبيانِ الجنسِ" مِن الناسخِ، ويكون هو قد قال: لاستغراقِ الجنس، ألا ترى أنه قال بعد ذلك:"وقيل: المرادُ الخصوصُ". اهـ (٢)