وازنت هذه الآية الكريمة بين فريق المؤمنين، وفريق الكافرين.
فالمؤمنين يقاتلون في سبيل الدفاع عن عقيدتهم، وعن أوطانهم، وعن إخوانهم المستذلين. وهذا كله في سبيل الله. وقد وعد الله المجاهدين في سبيله بإحدى الحسنيين: الشهادة وما وراءَها من أَجر جزيل، أو النصر وما يتبعه من عز وتمكين.
أما الكفار، فهم يقاتلون في سبيل الطغيان والظلم والاستعلاء.
وشتان بين مَن يجاهد في سبيل المبادئ والمثل العليا، ومَن يقاتل عدوانا وظلما، وتمكينا للطغاة الجبارين.
أي: فقاتلوا أيها المؤمنون - في سبيل الله - أنصار الشيطان وأعوانه، وكونوا واثقين من نصر الله لكم، وثوابه العظيم. ومن خذلان أعوان الشيطان، فإنكم أنصار الله وحماة الحق، الذي أنزلة إليكم. والحق لا بد أَن ينتصر. فإنهم أعوان الباطل والباطل إلى زوال ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ (١). والله سبحانه - غالب عَلى أمره.
أما الشيطان وأنصاره، فهم المخذولون: ﴿ … أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (٢).
(١) الأنبياء من الآية: ١٨. (٢) المجادلة من الآية: ١٩.