الدخول في الصالحين مطلب من أجلِّ المطالب التي تستشرف إليها نفوس خاصة المؤمنين بلْه الأنبياء والمرسلين، وهذا سليمان ﵇ مع ما أعطاه الله من الرسالة والملك، وتسخير كثير من الأكوان يقول: ﴿بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ (١).
والمعنى: والذين آمنوا بالله، وصدقوا بوحدانيته، وأخلصوا في عبادته بعمل الصالحات، والإكثار من الطاعات، لندخلنهم ونحشرنهم يوم القيامة في زمرة الراسخين في الصلاح الذي هو منتهى درجات المؤمنين، وغاية ما امتدح الله به الأنبياء والمرسلين، قال - تعالى - في شأن إبراهيم ﵇: ﴿وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (٢). وقيل: المراد لندخلنهم مدخل الصالحين وهو الجنة، والمؤدَّي واحد في كلا المعنيين.