أَقسم الله تعالى - بالسماءِ ذات البروج، أَي: ذات المنازل التي تنزلها الكواكب من شمس وقمر وغيرهما من أَثناءٍ سيرها، وقيل: البروج: الكواكب العظام.
٢ - (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ):
وأَقسم -سبحانه- باليوم الموعود، أَي: الموعود به للحساب والجزاءِ، وهو يوم القيامة باتفاق المفسرين، وقيل لعله اليوم الذي يخرج الناس فيه من قبورهم، فقد قال سبحانه:"يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ"(١).
أَو يوم طي السماءِ كطي السجل للكتب، وقيل: يمكن أَن يراد به يوم شفاعة النبي ﷺ على ما أَشار إِليه قوله تعالى: "عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا"(٢). ولا يخفى أَن جميع ذلك دخل في يوم القيامة.
٣ - (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ):
وأَقسم ﷾ بشاهد، أَي: بمن يشهد ذلك اليوم -وهو يوم القيامة- ويحضره من الخلائق المبعوثين فيه. (وَمَشْهُودٍ) أَي: وبما يحضر فيه من الأهوال والعجائب، وهكذا يقسم الله ﷿ بيوم القيامة وما يكون فيه؛ تعظيمًا لذلك اليوم وإِرهابًا لمنكريه.
أَخرج الترمذي وجماعة عن أَبي هريرة مرفوعًا:"الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوه عرفة" وعن ابن عباس: الشاهد: محمد ﵊ مستدلا بقوله
(١) سورة المعارج، الآيتان: ٤٣، ٤٤. (٢) سورة الإِسراء، من الآية ٧٩.