ويلاحظ أَن السؤال الثاني: ﴿مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ … ﴾ والثالث: من بيده ملكوت كل شيء جوابهما ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ بلام الجر، وكان الظاهر أَن يكون الجواب ﴿سيقولون الله﴾ بغير لام مراعاة للسؤال (١). فما وجه العدول عنه؟
والجواب: أن كلا الأَمرين جائز لغة، فلو قيل: من صاحب هذه الدار فلك أَن تجيب بقولك: (خالد) مثلا، مراعاة للفظ السؤال المجرد عن اللام، ولك أن تقول:(لخالد) باللام مراعاة للمعنى، ومنه قول الشاعر:
إذا قيل من رب المزالف (٢) والقُرى … وربُّ الجياد الجُرد (٣) قيل لخالد
﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ أي: لغلب بعضهم بعضا.
(١) فإن السؤال مجرد من اللام فيهما حيث لم يقل فيه: لمن السموات السبع، ولا (لمن ملكوت كل شيء). (٢) جمع مزلفة، وهي القرية تكون بين البر والريف. (٣) الجراد: جمع أجراد، وهو الجراد الذي يسبق غيره. (٤) سورة الشعراء، الآية: ٢٢٧