أَي: لا ينتظر هؤلاء الكافرون - بعد البيان السابق - إِلا مجئ الملائكة لهدايتهم ودعوتهم إِلى الإِيمان.
أو أَن تأْتيهم ملائكة العذاب، وهم لم يكونوا منتظرين لذلك. ولكن لما كان العذاب يلحقهم لحوق المنتظِر، شُبِّهوا بالمنتظرين.
﴿أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ﴾:
أَوأَن يأتى ربك إليهم، داعيا إياهم إلى الهدى، كما اقترحوا ذلك، في قوله تعالى: ﴿ … لَوْلَا أنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائكَةُ أوْ نَرَى رَبَّنَا … ﴾ (١)
أَو المراد: إِتيان أمره بالعذاب.
﴿أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾:
أي: أو تأْتيهم بعض الآيات التي اقترحوها على رسول الله،ﷺ كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا مِنَ الْأرْضِ يَنبُوعًا﴾ (٢) الآيات.
والخلاصة: أنهم علقوا إِيمانهم - باللهِ ورسوله - على حصول إِحدى هذه العظائم.
أَي: يوم يحدث شرط من أَشراط الساعة، لا يُقْبَل من نفس إيمانٌ ولا عملٌ صالح. حصلا بعد ظهور الشرط وحدوثه؛ إِذ لا ينفع النفس إلا ما قدمته قبل ظهور أَيٍّ من أَشراط الساعة؛ لأن وقت التكليف الاختيارى، قد فات.
(١) سورة الفرقان، من الآية: ٢١. (٢) سورة الإسراء، الآية: ٩٠ وما بعدها.