وقال أبو عبيدة:(أو) بمعنى الواو؛ لأن القرآن حكى عن اللعين "فرعون" أنه قال "الأمرين" قال عن موسى مرة: ﴿إن هذا لساحر عليم﴾ (١) وقال مرة أخرى: ﴿إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون﴾ (٢) وهكذا كان يتلون تلون الحرباء.
فأخذنا فرعون ومن اعتز بهم وتقوّى من جنوده وأعوانه فطرحناهم في اليم غير مقدِّرين لهم، ورميناهم في البحر غير مبالين بهم - فعلنا بهم ذلك - وفرعون مُرتكب ما يلام عليه من الكفر والطغيان لتكذيبه بالرّسول وادِّعائه الألوهية، وشاركه في ذلك جنوده فأُغرقوا معه، وفي الكلام من الدلالة على غاية عظيم شأن القدرة الربانية ونهاية قماءة فرعون وقومه وذلتهم أمام قدرة الله.
وفي قصة عاد وإهلاكهم عبرة وعظة إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم، وهي الشديدة التي لا خير فيها، فهي لا تُلقح شيئًا - كما أخرجه جماعة عن ابن عباس وصححه الحاكم - وفي لفظ: هي ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح بها شجر، كأنه شبّه عدم تضمن المنفعة بعقم المرأة.
وهذه الريح كانت "الدّبور" لما صحّ من قوله ﷺ: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور".