١ - عدل عن التقابل الظاهر في قوله - تعالى -: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ﴾ فلم يقل: والمحسن والمسئ كما في قوله: الأعمى والبصير، إشارة إلى أن المؤمن أصل في الإحسان وعَلَمٌ له.
٢ - قدم الأعمى لمناسبة العمى ما قبله من نفى العلم، وقدم الذين آمنوا بعد عكس ما قبله لمجاورة البصير وشرفه، على أن الافتنان في الأسلوب قد يقتضي طرقًا أخرى، فيقدم ما يناسب الأول ويؤخر ما يقابل الآخر كقوله - تعالى -: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾ (١) أو يؤخر المتقابلان كما في قوله - تعالى -:
أي: إن القيامة آتية واقعة لا شك في حدوثها، ولا ريب في وقوعها البتة، لوضوح ظواهرها، وإجماع الرسل على الوعد بوقوعها ولكن أكثر الناس من الكفار والمعاندين لا يؤمنون بحدوثها، ولا يصدقون بوقوعها لقصور أنظارهم، واستيلاء الأوهام على عقولهم.