أَي: فمن رجحت أعماله القلبية والظاهرة، وكان لها وزن وقدر عند الله تعالى، بأن كانت عقيدته صالحة، وأَعماله مستقيمة، فأُولئك هم الفائزون بكل مطلوب، الناجون من كل مرهوب.
ومن لم يكن لعقائده وأَعماله وزن من الكفار، فهؤلاء هم الذين خسروا أنفسهم وضيعوها بكفرهم، فهم بسبب ذلك خالدون في جهنم لا يبرحونها أَبدًا، وفي مثل معنى الآية يقول سبحانه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (١٠٥)﴾ (٣).
تحرق النار وجوههم، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأَسنان، من أَثر احتراق الوجوه، وتخصيص الوجوه بالذكر مع أَن العذاب بالنار عام لأَجسادهم، لأنها أَشرف الأَعضاء، فبيان سوء حالها أدل على بيان سوء سواها، وأَزجر عن المعاصي المؤدية إِلى النار.
يقال لهم حينما يعذبون بالنار - يقال لهم - على سبيل التوبيخ والتحسير: أَلم تكن آياتى يتلوها عليكم رسولى في دنياكم، فكنتم بها تكذبون فور تبليغها إِليكم، من غير تدبر في عاقبة تكذيبم؟.
(١) سورة الصافات، الآيات من: ٢٨ - ٣٠ (٢) موازين: جمع موزون، والمراد بها أعمال العبد. (٣) سورة الكهف، الآية: ١٠٥