جميع الرسالات والنبوات، وإليها يشير قوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾. ويؤيد هذا ما رواه جمهرة من أئمة الحديث، عن صفوان بن عسَّال ﵁ أن يهوديَّيْن قال أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى هذا النبي نسأله، فأتياه ﷺ، فسألاه عن قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾. فقال ﵊: لا تشركوا بالله شيئًا؛ ولا تزنوا؛ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق؛ ولا تسرقوا؛ ولا تسحروا؛ ولا تأكلوا الربا؛ ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله؛ ولا تقذفوا محصنة؛ ولا تفِرُّوا من الزحف - وعليكم يا يهود خاصة ألا تعتدوا في السبت - فقبلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أَنك نبي، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: إِن داود دعا الله أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن أسلمنا أَن تقتلنا اليهود (١).
أي استبد بعدو الله مكرُه، فأراد أن يزعج موسى وقومه ليخرجهم من أرض مصر التي هم بها؛ أو من الأرضى جميعا، ليستأصلهم فلا يُبقى منهم أحدا، فعكسنا عليه مكره، فأغرقناه ومن معه، فلم نبق منهم أحدا. ونجيناه ببدنه ليكون لمن خلفه آية (٢). وبهذا أخرجناه من أرضه أفظع إخراج ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ (٣).