أَي: أوقعنا بين طوائف اليهود، الخضومةَ الشديدة بقوة، ومكَنَّا في قلوبهم، بُغْضَ بعضهم بعضا. بسبب جرائمهم. فلا تتوافقُ قلوبهم، ولا تتطابق أَقوالهم أَبدا إِلى يوم القيامة.
ولقد كانوا كذلك طوال تاريخهم. منذ أَن أَرسل الله إِليهم الرسل، ودأَبوا على قتل الأنبياء بغير حق، إِلى أَن أَرسل الله خاتَمَ الأَنبياء محمدا ﷺ، بالنور والهدى فكذبوه، واستمروا على اقتراف جرائمهم، وازدادوا فيها. قال تعالى: ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى … ﴾ (٢).
إِذ يستفاد من هذه الجملة الكريمة. دفع ما عساه يخطر بالبال، من أَثر شدتهم في الكفر وغلوهم في الطغيان، من أَنهم قد يجتمعون على أَمر يؤدي إِلى الإِضرار بالمسلمين، - فدفع هذا الخاطر - ببيان أَنهم لا يجتمعون على كلمة أَبدا.
ثم بين سبحانه، أَن دأبهم على إِشعال نار الحروب والفتن بين الناس، وتدبير المكر السيئِ لا يعود عليهم إلا بالخيبة والهزيمة، بقوله تعالى: