وقال -صلى الله عليه وسلم- وذكر آخر الزمان:«المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر، وأجرُه أجر خمسين». قالوا: يا رسول الله، منَّا أو منهم؟ قال:«بل منكم»(١).
وذلك لقلة المعين، وكثرة المخَذِّلين، ولهذا وصفهم -صلى الله عليه وسلم- بالغرباء، فقال:«طوبى للغرباء، الذين يصلحون إذا فسد الناس». وفي رواية:«يُصلحون ما أفسد الناس»(٢).
٥ التقوى، وملازمة العبادة، والعمل الصالح:
من صلاة وصدقة، وبر للوالدين، وصلة للأرحام، وصيام وذكر وقراءة القرآن وغير ذلك، وأعظم ذلك المحافظة على أداء الواجبات واجتناب المنهيات.
عن مَعقِلِ بن يَسَارٍ -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«العبادة في الهَرْجِ كهجرة إليَّ»(٣).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«بادِروا بالأعمال فتنًا كقِطَعِ الليل المظلِم»(٤).
٦ الدعاء والتضرع إلى الله -عز وجل-، والاستعاذة به من الفتن:
(١) أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (١٠١٠). وأخرجه ابن وضاح في «البدع» ٢/ ١٣٧ (١٩٢) بلفظ: «المتمسك بديني وسنتي في زمان المنكر كالقابض على الجمر، للعامل منهم يومئذ بسنتي أجر خمسين منكم». وأخرجه أبو الشيخ في «الأمثال» (٢٣٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٤٩): «القائمون يومئذٍ بالكتاب والسنَّة لهم أجرُ خمسين صِدِّيقًا» جميعًا من حديث أنس -رضي الله عنه-. وأخرج ابن بطة في «الإبانة» ١/ ٣٤٤ (٢١٦) عن عمر -رضي الله عنه- مرفوعًا: «المتمسِّك بديني وسنتي في زمان المنكر كالقابض على الجمر، للعامل منهم يومئذ بسنتي أجر خمسين منكم». (٢) أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦٣٠) من حديث عمرو بن عوف -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حديث حسن». وضعفه الألباني في «مشكاة المصابيح» (١٧٠). وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد «المسند» ٤/ ٧٣ (١٦٦٩٠) من حديث عبد الرحمن بن سَنَّة -رضي الله عنه-. وأخرجه أبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (٢٨٨) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-. وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٢٧٣). (٣) أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٤٨)، والترمذي في الفتن (٢٢٠١)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٨٥)، وأحمد ٥/ ٢٥ (٢٠٢٩٨). (٤) سبق تخريجه قريبًا.