«يكتُب الملك كل شيءٍ حتى الأنين»، فلم يئنَّ -رحمه الله- حتى مات (١).
الوقفة الرابعة في:
ما يجب حفظ اللسان منه
يجب الحذر كل الحذر من آفات اللسان وعثراته وسقطاته، وحفظه عن كل ما يشين المرء ويضره في دينه، ودنياه، وأخراه، ومن أهم ذلك وأعظمه ما يلي:
١ حفظه من التكلم بكلمة الكفر؛ من الاستهزاء بالله، وآياته، ودينه، ورسوله، وبالمؤمنين، قال تعالى منكرًا على المنافقين: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: ٦٥، ٦٦]، وقال تعالى:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}[إبراهيم: ٢٦]؛ والمراد: كلمة الكفر.
٢ حفظه من قول الزور، وشهادة الزور، والخوض بالباطل والكذب، ونحو ذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر»، ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:«الإشراك بالله، وعقوق الوالدين»، وجلس وكان متكئًا فقال:«ألا وقول الزُّور»، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت! (٢).
(١) انظر: «تفسير ابن كثير» ٧/ ٣٧٧. (٢) أخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٥٤)، ومسلم في الإيمان (٨٧)، والترمذي في البر والصلة (١٩٠١) من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-.