لقد اشتملت هذه الآيات على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها، وبيان ما تقابل به إذا وقعت، وما يقال عند ذلك، وما يعين على الصبر، وما للصابرين من الأجر، وبهذا يتبين- ولله الحمد- الفرق بين المؤمن الذي يثق بوعد الله ورحمته به، ويحتسب مصابه، وبين غيره، وخلاصة القول أنه ينبغي للمؤمن عند المصيبة مراعاة ما يأتي:
أولًا: الاستعانة بالصبر والصلاة والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره، وأن يقارن ما أخذ الله منه بما أعطاه من النعم التي لا تحصى؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- لما أرسلت له إحدى بناته أن ابنًا لها في الموت قال -صلى الله عليه وسلم-: «ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمًّى، فمُرْها فلتصبر ولتحتسب»(١).
وأن يقول:«{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها»(٢)،
(١) أخرجه البخاري في التوحيد (٧٣٧٧)، ومسلم في الجنائز (٩٢٣) من حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-. (٢) أخرجه مسلم في الجنائز، ما يقال عند المصيبة (٩١٨/ ٤).