فكل ما يتقلب فيه الخلق، إنسهم وجنهم، ومؤمنهم وكافرهم، ناطقهم وبهيمهم من النعم، هو من الله تعالى، وليس بمقدورهم كلهم إحصاء نعمه -عز وجل- عليهم، ولا القيام بشكره عليها حق شكره، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك»(١).
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: «فالواجب على كل إنسان أن يشكر نعمة الله على ما أعطاه، وأن يحمد الله، وأن يثنيَ عليه، لولا فضل الله لكنت أسوأ من حالك التي أنت عليها، إن كنت فقيرًا، لولا فضل الله لكنت أسوأ، وإن كنت قصيرًا لولا فضل الله لكنت أسوأ، وإن كنت ذميمًا، لولا فضل الله لكنت أسوأ»(٢).
الوقفة الثالثة في:
وجوب الشكر لله -عز وجل-
الشكر لله -عز وجل- من أوجب الواجبات التي أوجبها الله -عز وجل- على عباده، وأمر -عز وجل- به جميع أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام والمؤمنين.
(١) أخرجه مالك في القرآن (١/ ٢١٤)، ومسلم في الصلاة (٤٨٦)، وأبو داود في الصلاة (٨٧٩)، والنسائي في الطهارة (١٦٩)، وفي التطبيق (١١٠٠)، والترمذي في الدعوات (٣٤٩٣)، وابن ماجه في الدعاء (٣٨٤١) من حديث عائشة -رضي الله عنه-. وأخرجه أبو داود في الوتر (١٤٢٧)، والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار (١٧٤٧)، والترمذي في الدعوات (٣٥٦٦)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (١١٧٩) من حديث عليٍّ -رضي الله عنه-. (٢) في «تأملات في سورة الحجرات» من موقع الإمام ابن باز.