قال الله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}[الأنفال: ١]
الوقفة الأولى في:
معنى إصلاح ذات البين، وحكمه، وفضله
[أ- معنى: إصلاح ذات البين]
الإصلاح: نقيض الإفساد، وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه (١)، و «ذات» بمعنى: صاحبة، فمعنى «ذات البين»؛ أي: صاحبة البين.
«البين»: البين في كلام العرب جاء على وجهين:
يكون البين بمعنى: الفُرقة، ويكون بمعنى: الوصل، وهو من الأضداد؛ قال تعالى:{لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ}[الأنعام: ٩٥]؛ أي: لقد تقطع وصلكم، أو ما بينكم (٢).
فمعنى: إصلاح البين: إصلاح الأحوال والعلاقات بين الناس؛ أي: إصلاح ما فسد منها، والعمل على وصلها، وعدم قطعها.
[ب- حكم إصلاح ذات البين]
إصلاح ذات البين من أوجب الواجبات على المسلمين فيما بينهم، قال تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال: ١].
فأمَر الله -عز وجل- بتقواه، وإصلاح ذات البين وطاعة الله ورسوله، والأمر في هذا واجب،
(١) انظر: «لسان العرب» مادة «صلح». (٢) انظر: «لسان العرب» مادة «بين».