وقال تعالى في الحديث القدسي:«أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء»(١).
والمراد بالتفاؤل: التفاؤل النافع، الذي يقترن بالجد والعمل، والسعي، والمثابرة، وإلا كان مجرد أمانيّ كاذبة، وأحلام، وضرب من الأوهام؛ لأن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضةً.
قال الشاعر:
ومن طلب العلا من غير كَدٍّ … أضاع العمر في طلب المحال (٢)
وقال الآخر:
ومن طلب العلوم بغير كد … سيُدركها متى شاب الغُراب (٣)
وقال الآخر:
ومن زرع الحبوب وما سقاها … تأوه نادمًا يوم الحصادِ (٤)
الوقفة الثانية
مبنى التفاؤل، وأساسه
التفاؤل يقوم على ركنين عظيمين، ودعامتين قويتين، وأساسين متينين:
الأول: حسن الظن بالله -عز وجل-.
والثاني: التوكل على الله تعالى، كما قال -عز وجل-: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}[هود: ١٢٣].
(١) أخرجه أحمد ٣/ ٤٩١ (١٦٠١٦)، والدارمي ٢/ ٣٩٥ (٢٧٣١)، والحاكم (٤/ ٢٤٠) من حديث واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه-. قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٦٦٣). (٢) البيت للشافعي رحمه الله، انظر: «ديوانه» ص (٩٧). (٣) انظر: «السحر الحلال، في الحكم والأمثال» ص (١٨)، و «المنهاج الواضح للبلاغة» (٢/ ٣٨). (٤) انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب ص (١٤٨).