قال الله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص: ٢٩]
الوقفة الأولى في:
وجوب تدبر القرآن الكريم، وتحريم هجره وأنواع تدبره
[أ- وجوب تدبر القرآن الكريم، وتحريم هجره]
قال الله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص: ٢٩].
فبين -عز وجل- أنه سبحانه أنزل القرآن الكريم لأجل أن يتدبر الناس آياته، ويكون تذكرة لأصحاب العقول الذين ينتفعون بعقولهم، قال الطبري -رحمه الله- (١): «يعني: ليتدبر هذا القرآن من أرسلناك إليه من قومك يا محمد».
فأنكر -عز وجل- على من لم يتدبر القرآن، وهذا يدل على وجوب تدبر القرآن.
قال القرطبي -رحمه الله- (٢): «ودل قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}[النساء: ٨٢] على وجوب التدبر في القرآن؛ ليعرف معناه، وفيه دليل على الأمر بالنظر والاستنباط».
وقال تعالى:{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ}[المؤمنون: ٦٨]؛ أي: أفلم يدبروا القرآن، وهذا أيضًا إنكار عليهم.
وشكى -صلى الله عليه وسلم- هجر قومه للقرآن، كما قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا
(١) في «جامع البيان» ٢٠/ ٧٩. (٢) في «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٢٩٠.