قطيعة الأرحام ضد صلتها، تكون بقطع الصلة بين الأرحام والأقارب، وعدم أداء حقوقهم، وترك الإحسان إليهم، وربما زادت بالإساءة إليهم وظلمهم، وذلك أشد. قال الشاعر:
وظلمُ ذوي القربِ أشدُّ مَضاضةً
على النفسِ من وقع الحُسامِ المهنَّدِ (١)
وقطيعة الأرحام من أكبر الكبائر، توعد الله تعالى عليها بقوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد ٢٣، ٢٤]، فوصف أهلها بالتولي والإفساد في الأرض، ولعنهم فأصمهم، وأعمى أبصارهم، وهذا وعيد ترجف له القلوب!
وحكم -عز وجل- بقطع من قطعها، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، حيث قال -عز وجل- في الحديث القدسي للرحم:«ألا تَرضَين أن أصِلَ مَن وَصَلَكِ، وأن أقطعَ من قطعَكِ؟ قالت: بلى. قال: فذاكِ لكِ». وجاء نحو من هذا في حديث عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- (٢).
وعن جبير بن مُطعِم -رضي الله عنه-، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:«لا يدخُل الجنةَ قاطعٌ»(٣)؛ يعني: قاطع رحم.
(١) سبق. (٢) سبق تخريجها. (٣) أخرجه البخاري في الأدب (٥٩٨٤)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٥٦)، وأبو داود في الزكاة (١٦٩٦)، والترمذي في البر والصلة (١٩٠٩)، وأحمد ٤/ ٨٠ (١٦٧٣٢).