ومن ذلك أنه -عز وجل- عاتب المؤمنين بقوله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}[الحديد: ١٦].
ثم فتح -عز وجل- لهم باب الرجاء والتفاؤل في الآية بعدها، فقال تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[الحديد: ١٧]، أي: اعلموا أن الله القادر على إحياء الأرض بعد موتها، قادر على تليين قلوبكم وجعلها تخشع لذكر الله وما نزل من الحق، فأبشروا وأمِّلوا خيرًا.
ومن ذلك أنه -عز وجل- نهى المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا
(١) أخرجه أحمد ٢/ ٣٩١ (٩٠٧٦)، وابن حبان ٢/ ٤٠٥ (٦٣٩). وصححه الألباني في «التعليقات الحسان» (٦٣٨)، وفي «الصحيحة» (١٦٦٣). (٢) أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٧٧)، وأبو داود في الجنائز (٣١١٣)، وابن ماجه في الزهد (٤١٦٧)، وأحمد ٣/ ٣٢٥ (١٤٤٨١).