* من غريب ما رأيت: قولُ النَّحَّاسِ في "صِنَاعة الكُتَّاب"(٣): قال ثَعْلَبٌ (٤): كلامُ العرب كلُّه: عسى زيدٌ قائمٌ، مبتدأ وخبر، و"عسى" حرفٌ جاء لمعنًى، ومن العرب مَنْ يجعلُها في معنى "كان". انتهى بنصِّه (٥).
* [«غِنًى بـ"أَنْ يفعلَ"»]: نحوُ: عسى أن تَقُومَ.
ولا ينبغي أن يمثَّل بـ: عسى أن يقوم زيدٌ؛ لأن هذا محتمِلٌ لأن تكون "عسى" فيه تامةً أو ناقصةً، خلافًا للشَّلَوْبِينِ (٦)؛ فإنه يوجِب أن تكون تامةً، ولا بـ: زيدٌ عسى أن يقومَ؛ لأنه أيضًا محتمِلٌ (٧).
* قولُه تعالى:{وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ}(٨)، ح (٩): "كان" تامةٌ، و"أن يكون" فاعلُ "عسى"، و"أجلُهم" فاعلُ "يكون" عند الحَوْفِيِّ (١٠)، وفاعلٌ بـ"اقترب"، واسمُ "كان" ضميرُ الشأن عند الزَّمَخْشَرِيِّ (١١) وغيرِه، ومَنَع ابنُ عُصْفُورٍ (١٢) نحوَ ما قال الحَوْفِيُّ، فلم يُجِزْ في: عسى أن يقوم زيد؛ أن يكون "زيد" فاعلًا بـ"عسى"، والجوازُ
(١) موضع النقط مقدار أربع كلمات انقطعت في المخطوطة. (٢) الحاشية في: ٨/ب. (٣) ٢٩٨ (ت. ضيف)، ٤١٢ (ت. الجابي). (٤) كذا في المخطوطة، ومثله في التذييل والتكميل ٤/ ٣٤٤، وارتشاف الضرب ٣/ ١٢٢٨، ومغني اللبيب ٢٠٤، وخزانة الأدب ٩/ ٣٥٨، ولم أقف في مطبوعتَيْ كتاب النحاس على ذكر ثعلب، وفي مجالسه ٢٠٩، ٣٠٧ أن نحو" عسى زيد قائمًا؛ شاذٌّ لم يجئ إلا في قولهم: عسى الغوير أبؤسًا. (٥) الحاشية في: ٨/أ. (٦) شرح الجزولية الكبير ٣/ ٩٧٠، والتوطئة ٢٩٧. (٧) الحاشية في: ٨/ب. (٨) الأعراف ١٨٥. (٩) البحر المحيط ٥/ ٢٣٥، ٢٣٦. (١٠) كلامه عليها في: البرهان في علوم القرآن ساقط من ج ١٢ من نسخة دار الكتب المصرية (٥٩ تفسير). (١١) الكشاف ٢/ ١٨٢. (١٢) شرح الجمل ٢/ ١٧٨.