فإن قلت: فقولُه في باب تعدِّي الفعل ولزومه (١): «كـ: عَجِبت أَنْ يَدُوا»، حذف فيه، ولا كسرةَ.
قلت: الأصلُ: يَدِيُوا، فلما حذفت الياء، وضمَّت الدال؛ لوقوعها قبل واو الجمع؛ بقَّوا الحذف؛ لثبوته قبل مجيء واو الجماعة، وعُرُوض زوال الكسرة؛ لأنها إنما زالت للإسناد للواو، وذلك عارض.
فإن قلت: فقولُه (٢):
تَدَعُ الحَوَائِمَ لَا يَجُدْنَ غَلِيلَا (٣)
الضمةُ فيه غير (٤) عارضة، وقد حذفوا.
قلنا: لا نأتي (٥) لهذه الكلمة، فهذا موطنٌ أُلِفت فيه الكسرة (٦).
* ابنُ الشَّجَريِّ (٧): واختَلف النحويون في: الوِجْهة من قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ}(٨)، فقيل: مصدر شذَّ عن القياس؛ مَنْبَهةً على الأصل، كـ: الخَوَنة، والحَوَكة، واستَحْوَذ، ومنهم مَنْ قال: إنها اسمٌ غير مصدر، وجاء على الصحة؛ من [حيثُ](٩)
(١) الألفية ١٠٤، البيت ٢٧٣. (٢) هو جرير. (٣) عجز بيت من الكامل، وصدره: لو شِئْتِ قد نَقَعَ الفؤادُ بشَرْبةٍ ... ... الحوائم: جمع: حائم، وهو من يدور يطلب الماء، وغَلِيلا: عطشًا. ينظر: الديوان بشرح الصاوي ٤٥٣، والعين ١/ ١٧٢، ولغات القرآن للفراء ٣٨، والحيوان ٥/ ٨١، وشرح المفضليات لابن الأنباري ٨٦٥، والحلبيات ١٢٧، والمنصف ١/ ١٨٧، والمحكم ١/ ٢٣٠، والممتع ١/ ١٧٧، ومغني اللبيب ٣٥٨، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٢٧، وشرح شواهد شرح الشافية ٥٣. (٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين بحذفها. (٥) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما عند ياسين: لا ثانيَ. (٦) الحاشية في: ٢٢٠، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٥٧٧. (٧) أماليه ٢/ ١٥٥. (٨) البقرة ١٤٨. (٩) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الأمالي، والسياق يقتضيه.