وكما أن الكلام ثلاثةٌ: طلبٌ وخبرٌ وإنشاءٌ؛ فالكلمةُ ثلاثةٌ: اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ، والفعلُ ثلاثةٌ: ماضٍ ومضارعٌ وأمرٌ.
وقيل: الكلامُ اثنان: طلبٌ وخبرٌ، والفعلُ اثنان: ماضٍ ومضارعٌ، والكلمةُ أربعةٌ، زِيدَ: وخالفةٌ، وهو ما نسميه: اسمَ فعلٍ (١).
* قولُه:«فعلٌ مضارعٌ» إلى آخره يتضمَّن ذكرَ علاماتِ أقسامِ الأفعال الثلاثِ قبل الإعلام بالأقسام، وليس بالحسن؛ إذ الترتيبُ الجيدُ طبعًا وصناعةً أن تُعْلَمَ الأقسامُ بألقابها وكَمِّياتها، ثم يُذْكَرَ علاماتُها، وعلى هذا أئمةُ العلم، يقسمون الفعلَ ثلاثةَ أقسام، ثم يذكرون علاماتِ الأقسام المميِّزةَ لكل واحدٍ منها عن صاحبيه، وكذا فَعَل في "التسهيل"(٢)، ومِثْلَ ما فَعَل في نظم "الألفية" فَعَل في نظم "الكافية"(٣)(٤).
وماضِيَ الأفعالِ بالتا مِزْ وسِمْ ... بالنون فِعْلَ الأمرِ إن أمر فُهِم
(خ ١)
* قولُه:«بالتا»: مرادُه: التاءُ المعرِّفةُ، ثم هي تنقسم قسمين: تاءُ «فَعَلْت»، وتاءُ «أَتَتْ». وحسَّنه أنه لم يتقدم إلا لفظُ «تا»، وأن تاءً أخرى كانت محذوفةً في قوله:«أَتَتْ»(٥)(٦).