ووزن مثنى وثلاث كَهُما ... من واحد لأربع فليُعْلَما
وكن بجمعٍ مُشْبِهٍ مفاعلا ... أو المفاعيل بمنع كافِلا
وذا اعتلال منه كالجواري ... رفعا وجرا أجرِه كسارِي
(خ ١)
* إن قيل: كان حقُّه أن يقول: كـ: جَوَارٍ؛ لأنه لا يُعلُّ معرفةً بـ"أَلْ" أو بالإضافة.
قلت: قولُه: «كـ: ساري» يزيل هذا الوهمَ؛ لأن حكم "ساري" معروف، وإنما يُعترض بهذا عليه لو قال: وذا اعتلالٍ منه كالجواري تُحذف ياؤه ويعوَّض منها التنوين، على أنه لو قال ذلك لكان في ذِكْر أنَّ التنوين يدخلُ ما يمنع من توهُّم جواز ذلك مع "أَلْ" والإضافة (١).
* أبو عَلِيٍّ في "التَّذْكِرة"(٢): الدليلُ على أن ياء "جَوَارٍ" حُذفت حَذْفًا ثم لَحِق التنوين؛ لزوال الكلمة عن مثال "مَفَاعِلَ" -يعني: للصرف-: أنهم لَمَّا قلبوها ألفًا في: مَعَايا (٣)، وصَحَارَا، فخفَّ الحرف؛ لانقلابه ألفًا، لم تحذف؛ لأن مَنْ يحذف:{نَبْغِ}(٤)، و:
... ... ... ... يَفْرِ (٥)
لا يحذف: يخشى، فلما لم يحذف كان على زنة "مَفَاعِل"، فلما كان على زنة "مَفَاعِل" لم يلحق التنوين كما يلحق في: جَوَارٍ وغَوَاشٍ، حيث لحق الحذفُ الياءَ.
(١) الحاشية في: ٢٨/ب. (٢) لم أقف عليه في مختارها لابن جني، وهو بنصه في البصريات ٢/ ٨٧٦، ٨٧٧. (٣) يقال: إبل مَعَايا، أي: مُعْيِية وكليلة. ينظر: المحكم ٢/ ٢٠٦. (٤) الكهف ٦٤، وتمامها: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ}. (٥) بعض بيت من الكامل، لزُهَير بن أبي سُلْمى، وهو بتمامه: ولَأنتَ تَفْري ما خلقتَ وبعـ ... ـضُ القوم يخلقُ ثم لا يَفْر روي: «يفري»، ولا شاهد فيه. يَفْر: أصله: يَفْرِي، أي: يقطع. ينظر: الديوان بشرح ثعلب ٨٢، والكتاب ٤/ ١٨٥، والقوافي للأخفش ١٨، والأصول ٢/ ٣٨٨، والحجة ١/ ٤٠٥.