* [«و"إيَّاه" أَشَذّ»]: في مقدّمة "صَحِيح"(٢) مُسْلِمٍ مرفوعًا: «سيكون في آخر أُمَّتي ناسٌ يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإيَّاكم وإيَّاهم» انتهى، ويُعْزَى لعَلِيٍّ رضي الله عنه:
* قال الصَّفَّارُ (٥): ذهب الخَلِيلُ (٦) إلى أن "إيَّا" اسمٌ ظاهرٌ، وما بعده هو الضمير، مستدلًّا بقولهم: فإيَّاه وإيَّا الشَّوَابِّ (٧)، ولو كان مضمرًا ما أُضيف، وهذا عندنا غيرُ قادحٍ؛ لأن "إيَّا" هذه ليست تلك، وإنما هي بمعنى الحقيقة، وكأنه قال: إيَّاه وحقيقةَ الشَّوَابِّ (٨).
* قولُه: وإيَّا الشَّوَابِّ (٩)؛ استُدلَّ به على أن الضمير في "إيَّاك" ... (١٠) إلى الكاف ضميرًا، بدليل ظهور الخفض في الظاهر.
(١) الحاشية في: ١٣٩. (٢) ٦ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٣) بيت من الهزج. ينظر: الديوان ٢٠٥، وعيون الأخبار ٣/ ٩١، والأضداد لابن الأنباري ٢٠٧. (٤) الحاشية في: ١٣٩. (٥) لم أقف على كلامه في شرح كتاب سيبويه، وثلاث مخطوطات شرحه المعروفة ينتهي الكلام فيها قبل باب الاختصاص في الكتاب ٢/ ٢٣٣. ينظر: مقدمة تحقيق د. معيض العوفي ١/ ١٤٨، ١٨٣ - ١٩٢. (٦) ينظر: الكتاب ١/ ٢٧٩. (٧) قول للعرب رواه الخليل، وهو بتمامه: إذا بَلَغَ الرجلُ الستين فإيَّاه وإيَّا الشَّوَابِّ. ينظر: الكتاب ١/ ٢٧٩، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٨، والأصول ٢/ ٢٥١. (٨) الحاشية في: ١٣٩. (٩) بعض قول للعرب تقدَّم قريبًا. (١٠) موضع النقط في المخطوطة كلمة أو كلمتان لم أتبيَّنهما، ورسمهما: مه ابا يا فا.