* قال الزَّمَخْشَريُّ (٤) في: {أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}(٥): إنه بدلٌ من "كم أهلكنا" على المعنى لا على اللفظ، تقديرُه: ألم يروا كثرةَ إهلاكنا القرون من قبلهم كونَهم غيرَ راجعين إليهم؟
وقال الزَّجَّاجُ (٦): "أنهم" بدلٌ من معنى "ألم يروا كم أهلكنا"، والمعنى: ألم يروا القرونَ التي أهلكنا أنهم إليهم لا يرجعون؟
ع: وصوابُ القول على ما يريده و (٧): "أنهم" بدلٌ من "كم أهلكنا"، يعني: من مجموع الجملة التي هي "كم أهلكنا"؛ لأن "ألم يروا" وما بعده ... (٨).
وفي "معاني القرآن"(٩) للفَرَّاء، وفي "إعراب"(١٠) مَكِّيٍّ: أن "أَنَّ" وما بعدها بدلٌ من "كم"، وهي استفهاميةٌ عندهما، بخلاف ما تضمَّنه الكلامُ السابقُ، ولم تُعَدْ مع البدل الهمزةُ.
(١) هو المثقِّب العَبْدي. (٢) بيتان من الوافر. الشاهد: اقتران "أألخير" بالهمز؛ لأنه بدل من اسم الاستفهام "أيهما". ينظر: الديوان ٢١٢، ٢١٣، والمفضليات ٢٩٢، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٢٣١، وليس في كلام العرب ٣٤٣، وتهذيب اللغة ١٥/ ٣٦٥، وشرح التسهيل ١/ ١٥٩، وتخليص الشواهد ١٤٥. (٣) الحاشية في: ١٢١. (٤) الكشاف ٤/ ١٣، ١٤. (٥) يس ٣١، وتمامها: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}. (٦) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٨٥. (٧) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: ز، وهو رمز للزمخشري. (٨) موضع النقط مقدار أربع كلمات بيض لها في المخطوطة. (٩) ٢/ ٣٧٦. (١٠) مشكل إعراب القرآن ٥٥٨، ٥٥٩.