بكر بن سهل وأحمد ابن «١» يعقوب التائب عن بكر أيضا عن عبد الصمد عنه، حدّثني بذلك أحمد بن «٢» عبد الله المكتّب عن علي بن محمد المقرئ الشافعي عنهم «٣» عن أصحابهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من البغداديين والشاميين. وكذلك قرأت في رواية الأصبهاني وعبد الصمد من طريقهم.
١٥٧٨ - ولم يذكر أبو يعقوب ولا عبد الصمد من روايتنا عن ابن محفوظ عن ابن «٤» جامع عن بكر عنه في ذلك همزا ولا غير همز، وظاهر قولهما في كتابهما عن ورش يدل على ترك الهمز؛ لأنهما جعلا الباب مطّردا، وأطلقا القياس فيه، ولم يخرجا ذلك عن جملته كما أخرجه داود ويونس وابن وضّاح وابن بازي عن عبد الصمد «٥»، فوجب أن يجري مجرى نظائره في ترك الهمز، نحو: مأتيّا ومأمنه وفئاتوا وفئاتوهنّ وشبهه مما الهمزة فيه فاء وقبلها ميم أو فاء.
١٥٧٩ - فإذا تحرّكت الهمزة وهي فاء، فلا خلاف عنه في تحقيقها نحو قوله:
[وأوحينآ] أو ائتنا [الأنفال: ٣٢] وأن ائت [الشعراء: ١٠] وثمّ ائتوا صفّا [طه: ٦٤] وما أشبهه.
(١) وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان. (٢) أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، الحافظ الكبير، أبو عمر، يعرف بابن الباجي، سكن قرطبة ونشر بها العلم، مات سنة ست وتسعين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/ ١٠٥٨. - علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر تقدم. (٣) أي عن إبراهيم بن عبد الرزاق، وابن مجاهد وأحمد بن يعقوب التائب. (٤) من الطريق الحادي والستين. (٥) انظر الروايات عنهم في الفقرات/ ١٥٧٤، ١٥٧٥، ١٥٧٦. (٦) في ت، م: (أو دخل). ولا يستقيم بها السياق.