٥٧ - وكذا حديث حذيفة عنه حين لقي جبرائيل عليه السلام فقال له:«إني أرسلت إلى أمّة أمّيّة» إلى آخره، فقال:«إن القرآن أنزل على سبعة أحرف»«١».
٥٨ - وكذا الحديث الذي رواه الحكم بن عتبة عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبيّ عنه أن جبرائيل أتاه بأضاة «٢» بني غفار فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقال: «أسأل الله المعافاة والرحمة إن ذلك ليشقّ على أمّتي ولا يستطيعونه»، ثم أتاه الثانية فقال:«إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين» فقال له مثل ما قال في الأولى حتى انتهى إلى سبعة أحرف. قال:«فمن قرأ بحرف منها فقد أصاب»«٣». ويمكن أن تكون هذه الأوجه السّبعة من اللغات، فلذلك أنزل القرآن عليها.
[[أوجه اختلاف الأحرف السبعة]]
٥٩ - وأمّا في أيّ شيء يكون اختلاف هذه السبعة أحرف؟ فإنه يكون في أوجه كثيرة منها:
٦٠ - تغيّر اللفظ نفسه وتحويله ونقله إلى لفظ آخر كقولك: ملك يوم الدين [الفاتحة: ٤] بغير «٤» ألف، ومالك بألف، والسّراط بالسّين «٥»، والصّراط بالصّاد، والزّراط بالزاي وبين الزاي والصاد، وما يخادعون بالألف «٦» وما يخدعون [البقرة: ٩] بغير ألف، وكيف ننشزها [البقرة: ٢٥٩] بالزاي «٧»،
(١) تقدمت الرواية بإسنادها في الفقرة/ ٤١. (٢) الأضاة بوزن الحصاة: الغدير، وجمعها أضى وإضاء. النهاية ١/ ٥٣. (٣) رواية الحكم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي، التي قدمها المؤلف في الفقرة/ ٣٨ ليس فيها هذه القصة. - وهذه الرواية أخرجها مسلم في صحيحه في صلاة المسافرين باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف. - ونسب الرواية في كنز العمال (٢/ ٦٠٤) إلى الطبراني في الكبير، والدارقطني في الأفراد. (٤) انظر الاختلاف في قراءتها في النشر لابن الجزري ١/ ٢٧١، والسبعة لابن مجاهد/ ١٠٤. (٥) انظر الاختلاف في قراءتها في النشر ١/ ٢٧١، والسبعة/ ١٠٥. (٦) انظر الاختلاف فيها في النشر ٢/ ٢٠٧، السبعة/ ١٤١. (٧) انظرها في النشر ٢/ ٢٣١، السبعة/ ١٨٩.